فن اختيار المهنة الخاطئة
كلنا يمر بهذه المرحلة، يختار مهنة يعتقد أنها مناسبة له، ولكن يكتشف فيما بعد أنها كانت المهنة الخاطئة، اقرأ هذه التجربة الرائعة!
فن اختيار المهنة الخاطئة
كلنا يمر بهذه المرحلة، يختار مهنة يعتقد أنها مناسبة له، ولكن يكتشف فيما بعد أنها كانت المهنة الخاطئة، اقرأ هذه التجربة الرائعة!
اختيار المهنة الخاطئة: يختار الإنسان البالغ الراشد حوالي 35.000 اختيار وسطياً في اليوم. بطريقة واعية وغير واعية. فأنت نفسك قد قررّت للتوّ قراءة هذا النّص. لذا، أودّ الحديث عن موضوع تقرأ عنه يومياً: اختياراتنا المهنيّة. لماذا اخترنا المهنة التي اخترناها؟ ولماذا تكون هي المهنة الخاطئة في بعض الأحيان؟ كيف يمكنك تقرير أن هذه المهنة ليست لك؟ وما هي البدائل التي يمكنك التعرف عليها؟ والعيش على هواك ومما تحبّ؟
سأحاول الإجابة على هذه الأسئلة وعلى أسئلة أخرى وبأفضل طريقة ممكنة وآمل مساعدتك على عكس هذا في حياتك، إذا كان هذا أمراً هاماً لك.
قبل أن نبلغ العشرين عاماً، ونحن نهتم بتحديد مهنتنا لباقي حياتنا. وبالطبع يعتبر هذا قراراً غيرعادلٍ لمن لا يعلم ماذا سوف يتناول على الغداء. بالطبع هناك من اكتشف عشقه الكبير منذ صغره، ويعجب بإحساسه الشغوف. لكن إذا لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لك، فأهلاً وسهلاً بك هنا.
وأنا أمضي بهذا الموضوع في كلّ يوم من أيام حياتي، حيث إن مهمّة هوت مارت هي مساعدة الناس على العيش على هواهم، ولهذا صلة وثيقةٌ مع مهنتهم. ولكن سوف أخبرك كيف وصلتُ إلى هنا.
ويعتبر هذا هو السبب الأكثر وضوحاً، وأيضاً، الأكثر شيوعاً بين الناس الواصلين حديثاً إلى هذه الحياة الراشدة الواعية. أتذكّر مرحلة التعليم الثانويّ، كيف كنا نجري العديد من الاختبارات النفسية لتحديد المهنة المناسبة لنا وكنا نحصل على الإجابة على جميع المشكلات وعلى المهنة الأنسب لنا لكن هذا مع الأسف كان….. أمراً خاطئاً بالكامل.
وبما أنني كنت دائماً فضوليّة وكانت لي كتابات رائعة، اخترتُ دون أن أفكّر مرّتين. بعد اختيار الصّحافة والدّخول إلى الكليّة، اكتشفتُ أنه يجب عليّ العمل في صحيفة، مجلة أو في مكان للاستشارة. ومع مرور الوقت، كنت أتقدّم في الكورس، وهنا كان يتملّكني دائماً اليأس والخيبة عندما كنتُ أتذكّر أنني لا أحب ما أقوم به.
ربما لم أكن أحبّ الصّحافة برمّتها. لكن لم يكن بوسعي الاستسلام، في النهاية، كنت على وشك التّخرّج، ولم تكن تكاليف الكلية بالرّخيصة. ماذا كنت سأعملُ لو خرجتُ من الكليّة؟ ولم أكن أصلح لأي شيء آخر خارج هذا المجال. هل كنت لأرمِي كل شيء؟ لو كنتُ أعلم ماذا سيأتي فيما بعد ربما كنت قمتُ به.
صدّق أنه في الحقيقة يقوم الآباء دائماً منذ الصّغر بإرشاد أبنائهم كَي يقوموا بالاختيارات الصّحيحة، بما يتلاءم مع آرائهم. أنا لا أتّهمهم بشيء. إنّهم يرغبون أن يكون أبناؤهم ناجحين جداً وأن ينعموا بحياة عالية الجودة. لكننا نواجه العديد من الأجيال، فالشباب اليوم، توجد أمامهم خيارات بالنسبة للمهنة أكثر من آبائهم والتي لم ينعموا بها أبداً من قبل، وبسبب عامل بسيط، حتى الآن، لا يُصدّق: وهو التقدّم التكنولوجي.
يمثّل هذا عمليّة طبيعية جداً في المجتمع الذي نتعامل فيه بشكل سيء مع الأمور. دون الحاجة إلى تحليل نظامنا التعليميّ _ الموضوع جدليّ _ ومن السهل الإجماع على أنه يوجد خطأ في كل هذا: ببساطة لا يوجد تخصّص أكاديميّ من أجل جميع المهن الممكنة في العالم.
فلا يوجد أي عامل في المدوّنة قد درس في كلية لتعلم كتابة المدونات، صحيح؟ وننتقل الآن إلى الموضوع الآخر.
إننا نفتخر بالتقنية!! فقد أتاحت لنا الكثير من المجالات للاختراعات التي لم تكن موجودة من قبل في بعض المهن، واليوم هناك تطور هائل! فالمحلّلون في التسويق، وفي الشبكات الاجتماعيّة، والأخصّائيون في تحسين محركات البحث أو SEO، المنتجون الرقميون، المسوقون بالعمولة، المطوّرون في مجال التطبيقات والمحللون Big Data كانوا نادرين أو بالأحرى لم يكونوا موجودين منذ 10 أعوام. وهذا يعتبر دورة طبيعيّة، سوف تستمر بالحدوثِ مع تقدّم المجتمع.
أو بالأحرى هذا ما كنا نعتقده. على مر السنين، اكتشفتُ أن النجاح يعتبر عاملاً حميماً ومحدداً في كل شخص. يوجد من يحتاج إلى الهيبة، الشهرة وراتب عالٍ حتى يكون سعيداً. هناك من يعتبر أن النجاح هو أن يقوم الشّخص بما يحبّ القيام به بغض النظر عن العائد الماديّ. هناك من يحلم فقط بالقدرة على العمل في المنزل وقضاء وقت أطول مع العائلة. إن القائمة كبيرة وخاصة جداً.
عندما اكتشفتُ أنّ السلاسل الهرميّة الجامدة للتطور الوظيفي في الشركات التعاونية الكبرى لم تكن من أجلي، في لحظة ما، كنت أشعر بوجود خطأ في كل هذا. فقد كنت أعتقد أنني لن أعمل مطلقاً في منطقةٍ تلائمني وأعشقها بالفعل. والأمر الجيد في الموضوع هو أنّني في هذا كنت مخطئةً أيضاً.
ماذا نستنتج من هذا حتى الآن؟ من السهل جداً اختيار المهنة الخاطئة! ولا يجب أن تحمّل نفسك هذا الخطأ. وكما يمكن أن تلاحظ، توجد عدة عوامل تجعلنا نحيد عن قرارنا.
إن وضعي كان: في حالة من الفضول بشأن العالم، أحببت الكتابة، ولكن لم أكن أعلم كيف أحوّل ذلك إلى مهنةٍ. وبشكل ألا أصبح صحفيّة قطعاً. فهذا كان يزعجني جداً.
لقد كنت أحتاج إلى تحديد إذا كنت حقاً قد أخترتُ المهنة الخاطئة، أم أنني فقط عبارة عن متمرّدة ودون سبب لأنني لم أكن أحب العمل.
إذا كنت تجد ذاتك مشمولاً بهذه الحالة أيضاً، سوف أخبرك بجميع الأمور التي لجأتُ إليها للوصول إلى نهاية سعيدة، جعلتني أتفاعلُ فيما يتعلق بوضعي المهنيّ.
بالنسبة لك، إنّ ما يهمّك فعلاً، هو الراتب وأن تستلمه في اليوم المحدّد وأن يتم إيداعه في حسابك. بالطبع، إن دفع الفواتير يعتبر هاماً جداً، لكن إذا كنتَ تركّز فقط في هذا، سوف يكون أمامك 29 يوماً تعيساً وأنت تنتظر ذلك اليوم الوحيد الذي سوف تتلقّى فيه راتبك.
وهنا تحتاج إلى الكثير من الصراحة للاعتراف أنك تشتكي. عندما تجلس مع أصدقائك، الأقارب وكلما سنحت الفرصة لك تتحدّث عن المقدار الذي تكره فيه عملك، وإذا أمكنك لتركته في الحال. أوّلاً، تعرّف على التفاصيل ومن ثمّ تابع القراءة، ربما سوف تساهم الخطوات المقبلة في توضيح الموضوع أكثر في تفكيرك.
هل تحب العمل في مجال آخر، شيء ما يحقق لك المتعة، لكن لا يمكنك التفكير بوضوح ماذا يمكن أن يكون بالضّبط. أو، إنك تعلم هذا، لكنْ لديك الخوف من المخاطرة، وفي النهاية، يتوجّب عليك البدء بكل شيء من جديد وهذا سوف يجلب لك الكثير من العمل.
إذا كنت تقوم بالأمر ذاته ولوقت طويل، ودون أي حافز لتعلّم المزيد، والقيام بالمزيد فانتبه! هذه الإشارة قد تكون مؤشّراً قويّاً على أنّك لا تحبّ ما تقوم به و أنّ فضاء الراحة التي يؤمنها لك يحميك من هذه الحقيقة.
حسناً، إن تحديد هدف ما في الحياة قد يكون صعباً للغاية. لكن إذا كنت تعمل ببساطة فقط لكي تدفع الفواتير، فهذا يعني حتماً أنه ليس لديك هدف في الحياة. إنني غير مرتاحة في هذا، أبحث دائماً عن تجديدٍ في حياتي. وهذه الأمور ليس لها علاقة بالمال. قد يكون المال وسيلة لتحقيق أحلامك، ولكن ليس هدفاً بحد ذاته.
هنا عليك توخّي الحذر لمعرفة الفرق إذا كانت المهنة المختارة حقاً ليست لك أم أنك لا تعمل بشكل جاد وتبذل قصارى جهدك في المجال. لن تكون هناك أي مهنة أخرى أسهل، وإن وجدت فلن تكون هناك حياة أو معنى لعملك، ألا تعتقد ذلك؟
لقد عانيتُ من جميع هذه الأعراض وقررتُ أن مهمة إنهاء هذا الموضوع كانت أكثر من ملحّة وعاجلة بالنسبة إليّ. وبسبب عامل الحظ، أو الرغبة الملحّة في العثور على مهنة أخرى رائعة، قام صديق لي بتعريفي على مجال التسويق بالمحتوى على الإنترنت. وهنا قد تغيّر الأمر برمّته. كل شيءّ بالفعل.
كان هذا بالنسبة لي عالماً جديداً كليّاً، وديناميكيّاً، حيث يمكنك أن تتقدّم عن طريقه بشكل أسرع، وكانت لدي رغبة في أن أتعلّم كل شيء وبأقصى سرعة ممكنة، باعتبار أن هذا المجال كان ممتعاً جداً. ولا يزال كذلك حتّى الآن. مضى على هذا الأمر سنوات عدّة ولا زلتُ أشعر أن كل شيء لا يزال حديثاً وكأنه أمس.
إن مهمّة هوت مارت هي إتاحة الفرصة للناس كي يعيشوا على هواهم ويكسبون رزقهم مما يعشقون. إنّها صدفة أليس كذلك؟
لهذا، إنني هنا اليوم كي أشارك قصّتي معك. هكذا كما استطعتُ أنا العثور على ما أعشقه، أريد أن يتمكّن باقي الناس من العثور على ما يعشقون أيضاً وما يحبون القيام به.
وبعد هذه الجولة، أرغب في تقاسم بعض النقاط الجوهريّة معك حتى تكتشف ما تعشقه أيضاً.
خلال مسيرتي المهنية، قبل أن أكتشف أنني أحبّ كثيراً العمل في مجال التسويق بالمحتوى، كنت أيضاً معلمة رقص، قد أسستُ قناةً لي على اليوتيوب من أجل الموسيقا، وفتحت نشاط تجارة الكترونيّة في مجال الألبسة. لقد جرّبت كافة الخيارات. وجميعها كانت رائعةً، لكن ولا واحدة منها تشكل أي معنى بالنسبة لي الآن مقارنةً مع عملي الحاليّ.
بعد أن دوّنت على الورق أهدافي التي أطمح إلى الوصول إليها في الحياة، اكتشفتُ أنه حتى الآن، لم يحالفني أي نوع من الحظ في هذا السياق. كان هناك الكثير من المثابرة، العديد من المسائل والكثير الكثير من الصّبر.
في مقابلة الاختيار التي قمت بها، أخبرتُ إحدى المتخصصات في اختيار المرشحين للعمل أنني أطمح كثيراً إلى إحداث تغيير هام وجذري في حياة 3 أشخاص على مدى العمر. ولهذا إذا شكّل هذا المنشور فائدة وأهميّة بالنسبة إل 3 أشخاص فقط على الأقلّ سوف أكون في قمّة السعادة!
إذا كنتَ أنت من بين أولئك الناس، لا تتردد في إخباري ومشاركة هذا المنشور حتى يستطيع المزيد من الناس الاستفادة أكثر في اختياراتهم المهنيّة حتى تكون صائبة أكثر قدر الإمكان.
آمل أن تشكّل هذه العبارة “عشْ على هواك ومما تعشق” معنى كبيراً وفائدة لك كما هي بالنسبة إليّ، وبالنسبة إلى زملائي في العمل ولجميع المستخدمين أيضاً.